تداولت عملة بيتكوين قرب مستوى 88,800 دولار يوم الاثنين، في وقت مالت فيه الأسواق العالمية مجددًا إلى الأصول عالية المخاطر، مدعومة بتسجيل الذهب مستويات قياسية جديدة وارتفاع الأسهم الآسيوية.
وعادت عملة إيثر للصعود أعلى مستوى 3,000 دولار، فيما سجلت كل من ريبل وسولانا ودوجكوين مكاسب طفيفة، بعد فترة من التقلبات الحادة التي شهدت تحركات قوية في أسعار العملات الرقمية بعيدًا عن مسار الأسهم والسلع.
وجاء هذا الهدوء النسبي في السوق بالتزامن مع صعود الذهب إلى مستوى قياسي تجاوز 4,400 دولارًا للأونصة، مدفوعًا بتزايد الرهانات على اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو تنفيذ مزيد من خفض أسعار الفائدة خلال عام 2026.
الذهب والأسهم يدعمان المزاج الإيجابي
ويتجه الذهب لتسجيل أقوى أداء سنوي له منذ عام 1979، بدعم من عمليات شراء متواصلة من البنوك المركزية وتدفقات قوية إلى الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب.
وفي آسيا، واصلت الأسهم صعودها بالتوازي مع مكاسب المعادن النفيسة، إذ ارتفع مؤشر إم إس سي آي لآسيا والمحيط الهادئ بأكثر من 1%، بقيادة أسهم التكنولوجيا، مستفيدًا من تعافي الأسهم الأمريكية في نهاية الأسبوع الماضي، ما ساهم في تهدئة الأجواء في الأسواق العالمية. كما سجلت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية ارتفاعًا إضافيًا.
وظلت اليابان في دائرة الضوء بعد قرار بنك اليابان الأخير برفع أسعار الفائدة، وهو ما دفع عوائد السندات الحكومية إلى أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات. في المقابل، تعزز الين الياباني عقب تحذيرات رسمية من التحركات المفرطة في سوق الصرف، بينما عززت العوائد المرتفعة التحول بعيدًا عن سنوات طويلة من السياسة النقدية شديدة التيسير.
العملات الرقمية بين التفاؤل والحذر
اتبعت سوق العملات الرقمية نبرة المخاطرة العامة، لكنها ظلت هشة، إذ أشار متداولون إلى ضعف السيولة مع اقتراب نهاية العام، واستمرار مستويات الرافعة المالية المرتفعة، كعوامل تحد من قدرة السوق على تحقيق موجات صعود قوية.
وتشير بيانات مؤسسة كي 33 ريسيرش إلى أن حائزي بيتكوين على المدى الطويل يقتربون من نهاية مرحلة بيع ممتدة، في وقت بدأ فيه المشترون المؤسسيون في امتصاص المعروض بوتيرة أسرع من قدرة المعدّنين على إنتاج العملة. كما رفعت خزائن الشركات والصناديق المتداولة مشترياتها حتى بعد تراجع الأسعار بأكثر من 30% عن قمم أكتوبر.
وبوجه عام، تواصل العملات الرقمية استلهام اتجاهها من المشهد الاقتصادي الكلي، مستفيدة من توقعات خفض أسعار الفائدة وجاذبية الذهب كملاذ آمن، لكنها لا تزال مكبلة بتداعيات التراجع الحاد الذي شهدته السوق خلال الربع الرابع من العام.