انقلبت الموجة الصاعدة التي دفعت سعر بيتكوين إلى مستويات غير مسبوقة، وجذبت مستثمرين جدداً بفضل الصناديق المتداولة سهلة الوصول، إلى مسار معاكس تماماً بعد أن دخلت بشكل رسمي منطقة الخسارة.

وبات المستثمرون في الصناديق المتداولة داخل البورصات الأميركية، التي تتيح لهم امتلاكاً مباشراً للعملة الرقمية الأشهر، يواجهون الآن خسائر واسعة النطاق.

وتشير تقديرات شان روز من شركة غلاس نود إلى أن متوسط تكلفة الشراء عبر جميع التدفقات الداخلة إلى هذه الصناديق يبلغ نحو 89600 دولار، وهو المستوى الذي هبطت دونه بيتكوين خلال تداولات يوم الثلاثاء، ما يعني أن الغالبية أصبحت في نطاق الخسارة.

متوسطات الأسعار وتغير المزاج الاستثماري

يمثل هذا الرقم متوسط السعر المرجح وفقاً لتدفقات الأموال التي دخلت الصناديق منذ إطلاقها، وبالتالي فإن هبوط بيتكوين دون هذا المستوى يضع المستثمرين الجدد في المنطقة السلبية.

ورغم ذلك، يبقى جانب من الأخبار إيجابياً، إذ إن الكميات التي جرى شراؤها عندما تراوح السعر بين 40000 و70000 دولار ما تزال تحقق مكاسب حتى الآن، وفق ما يؤكده روز.

ويبرز هذا التحول السريع مدى تراجع التفاؤل في أسواق العملات الرقمية، إذ بعد أن لامست بيتكوين قممها التاريخية في مطلع أكتوبر، تراجعت الآن بأكثر من 30%، تحت ضغط عزوف المستثمرين المتحفظين عن المخاطر وموجة بيع واسعة من حاملي العملة على المدى الطويل.

هبوط يربك وول ستريت

وعلى الرغم من أن العملات المشفرة مشهورة بتقلباتها الحادة، فإن الانخفاض الأخير جاء مفاجئاً لوول ستريت، خصوصاً في ظل تدفق رؤوس أموال مؤسسية ضخمة على القطاع عقب فوز دونالد ترمب بالانتخابات الأميركية.

ويشكّل هذا التراجع اختباراً حقيقياً لقوة تحمل المستثمرين الأفراد والمؤسسات، الذين استفاد كثير منهم خلال العام الماضي من الزخم القوي للعملات الرقمية وسط توقعات بمكاسب جديدة. ومع أن الصناديق المتداولة تُعد وسيلة استثمارية أكثر تنظيماً وأقل خطورة مقارنة بالأساليب التقليدية لشراء العملات المشفرة، إلا أن الهبوط الأخير يعيد التذكير بأن التقلبات الحادة لم تغادر هذا السوق أبداً.

ودخلت مليارات الدولارات إلى الصناديق المتداولة المرتبطة ببيتكوين خلال هذا العام، ما عزز شعبيتها ودفع الجهات المصدرة إلى طرح أدوات جديدة تتجاوز الصناديق المرتبطة بالعملات الكبرى مثل إيثر. وبحسب بيانات جمعتها بلومبرغ، يجري تداول أكثر من 110 صناديق متداولة مرتبطة بالعملات الرقمية داخل الولايات المتحدة.

وشهدت مجموعة الصناديق الـ 12 المخصصة لبيتكوين صافي تدفقات خارجة وصلت إلى نحو 2.8 مليار دولار منذ بداية نوفمبر، وهو ما يعكس حجم الضغوط التي تعيشها سوق الأصول الرقمية حالياً، ويؤشر إلى استمرار حالة التوجس بين المستثمرين مع غياب الرؤية الواضحة لمستقبل الأسعار.