ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية صباح الاثنين، بينما تتطلع وول ستريت إلى تمديد الزخم القوي الذي شهده شهر أكتوبر إلى نوفمبر. فقد صعدت عقود مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 0.17%، وارتفعت عقود ناسداك 100 بنسبة 0.26%، بينما تقدم مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 49 نقطة أي ما يعادل 0.1%.
وتسعى الأسواق للحفاظ على موجة الارتفاع التي اجتاحت وول ستريت طوال أكتوبر. إذ حقق إس أند بي 500 ارتفاعًا بنسبة 2.3% خلال الشهر الماضي، وصعد داو جونز بنسبة 2.5%، بينما قفز ناسداك المركب بنسبة 4.7%، بدعم من إقبال المستثمرين على أسهم النمو والذكاء الاصطناعي، مع قيادة عمالقة التكنولوجيا ومجموعة السبعة العظماء لحركة السوق. كما ساهم التفاؤل بشأن تراجع حدة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين في تعزيز المكاسب.
ورغم الأجواء الإيجابية، ما زال المستثمرون يراقبون التطورات في واشنطن عن كثب. فاستمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي يعرقل إصدار بيانات اقتصادية رئيسية، من بينها تقرير الوظائف الشهري الذي كان من المقرر صدوره هذا الأسبوع. في الوقت نفسه، تستعد المحكمة العليا للنظر هذا الأسبوع في قانونية الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب.
موسم الأرباح وغياب البيانات الحكومية
يتواصل موسم إعلان الأرباح في الولايات المتحدة بوتيرة قوية. فقد أعلنت نحو 300 شركة من شركات إس أند بي 500 عن نتائج الربع الثالث حتى الآن، فيما يُنتظر أن تكشف أكثر من 100 شركة أخرى عن نتائجها خلال الأسبوع الجاري، من بينها شركات بالانتير وسوبر مايكرو وإيه إم دي.
وفي ظل غياب البيانات الحكومية، قد تكتسب تقارير معهد إدارة التوريدات وإس أند بي جلوبال عن قطاعي التصنيع والخدمات أهمية أكبر هذا الأسبوع، إذ يعتمد المستثمرون عليها لتقييم أداء الاقتصاد. كما ينتظر تقرير جامعة ميشيغان حول ثقة المستهلكين يوم الجمعة، وسط تزايد المخاوف من تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي.
ويرى المحللون أن المكاسب الأخيرة جاءت مدفوعة جزئيًا بالزخم المستمر في أسهم الذكاء الاصطناعي، إلى جانب مؤشرات على تحسن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، وهو ما أعاد الثقة جزئيًا إلى الأسواق الأمريكية.
تفاؤل أرباح الشركات وتوقعات الشهر الأقوى
حتى الآن، أظهرت بيانات فاكت ست أن أكثر من 300 شركة مدرجة في إس أند بي 500 أعلنت نتائجها للربع الثالث، وتجاوزت 80% منها توقعات المحللين، ما يعزز الثقة في متانة الأداء الاقتصادي للشركات. كما يُتوقع أن تنشر أكثر من 100 شركة إضافية تقاريرها هذا الأسبوع، من بينها شركات الذكاء الاصطناعي مثل بالانتير وإيه إم دي.
وكتب توم لي، رئيس قسم الأبحاث في شركة فاندسترات، أن أرباح الشركات الأمريكية لا تزال قوية، مدعومة بثلاثة عوامل رئيسية: استمرار الإنفاق الكبير على الذكاء الاصطناعي مع تأكيد نتائج أمازون القوية في الربع الثالث لهذا الاتجاه، وتسارع الابتكار المالي عبر تقنية البلوك تشين، بالإضافة إلى السياسة النقدية التيسيرية للاحتياطي الفيدرالي الذي بدأ خفض الفائدة وإنهاء برنامج التشديد الكمي في الأول من ديسمبر.
وقد تحصل وول ستريت أيضًا على دفعة موسمية خلال نوفمبر، إذ تُظهر البيانات التاريخية أن مؤشر إس أند بي 500 يحقق في المتوسط مكاسب بنسبة 1.8% خلال هذا الشهر، ما يجعله الأقوى تاريخيًا من بين أشهر العام.