أصبحت عملة Tether المشفرة وDiem المدعومة من فيسبوك محوراً أساسياً للاجتماع الأخير للمنظمين الأميركيين الذي عقد حول المخاطر المالية التي تشكلها العملات المستقرة، وتعد ركناً سريع النمو في صناعة العملات المشفرة، وفق ما نقلته بلومبرغ.
ووفقاً لـ عربية نت كان فريق عمل الرئيس الأميركي جو بايدن المعني بالأسواق المالية، وهو فريق من المراقبين بقيادة وزيرة الخزانة جانيت يلين، قلقاً بشكل خاص بشأن مزاعم بأن تيثر تمتلك كميات هائلة من الأوراق التجارية أي الديون التي تصدرها الشركات والأفراد لتلبية احتياجاتهم التمويلية قصيرة الأجل.
وقال مصادر بلومبرغ إن المشاركين في الاجتماع شبهوا الوضع بصندوق استثمار مشترك غير منظم في سوق المال، يمكن أن يكون عرضة لهجرة جماعية فوضويّة للمستثمرين.
وأعرب المنظمون أيضاً عن مخاوفهم بشأن عملة ديم Diem - التي يتم تطويرها من قبل مجموعة تضم فيسبوك، بالإضافة إلى شركات ومنظمات غير هادفة للربح - بسبب إمكانية اعتمادها على نطاق واسع، حيث تمتلك شركة التواصل الاجتماعي ما يقرب من 3 مليارات مستخدم شهرياً.
وحثت يلين رؤساء الوكالات في اجتماع 19 يوليو على التصرف بسرعة لضمان تلبية العملات المستقرة للقواعد المناسبة، وفقاً لبيان موجز لوزارة الخزانة.
تتجاوز القيمة السوقية للعملات المستقرة الآن 100 مليار دولار، وتمثل تيثر أكثر من نصف هذا الإجمالي.
تتميز العملات المستقرة بكونها مرتبطة بالعملات الورقية، وهي محصنة إلى حد كبير من التقلبات التي تصيب بيتكوين والعملات المشفرة الأخرى. لكن المنظمين قلقون من أنها أصبحت أكبر من اللازم وغالباً ما يتم استخدامها لتسهيل المعاملات المالية غير القانونية.
وقال القائم بأعمال المراقب المالي للعملة مايكل هسو، إن المنظمين يقومون بفحص مخزون تيثر من الأوراق التجارية لمعرفة ما إذا كانت تفي بتعهد الشركة بأن كل عملة مدعومة بما يعادل دولاراً أميركياً واحداً.
وأضاف أن العملات المستقرة تبدو مثل صناديق الاستثمار بشكل كبير، والتي كانت أولوية بالنسبة لهيئات المراقبة منذ أن سحب المستثمرون الأموال منها بشكل جماعي في مارس 2020، مما أدى إلى تفاقم حالة الذعر في السوق التي يغذيها الوباء.
بدورها، قالت تيثر في بيان: نحن رواد في هذه الصناعة، وكلها جديدة للغاية.. نحن لا نواكب القواعد الجديدة فحسب، بل نساعد في تشكيلها.
في نهاية مارس، شكلت الأوراق التجارية حوالي نصف احتياطيات تيثر Tether التي تبلغ حوالي 60 مليار دولار، وفقاً لعرض تقديمي للشركة. مثل هذه الحصة ستجعل Tether سابع أكبر مالك للأوراق التجارية في العالم، كما كتب جوش يونغر الاستراتيجي في جي بي مورغان في تقرير صدر في مايو.
كانت تيثر أيضاً هدفاً للمدعين الفيدراليين وسلطات الولايات. وتحقق وزارة العدل الأميركية فيما إذا كان المسؤولون التنفيذيون قد ارتكبوا احتيالاً مصرفياً في الأيام الأولى للشركة، عن طريق إخفاء كون المعاملات مرتبطة بالعملات المشفرة، بحسب ما قاله أشخاص مطلعون على الأمر.
مع انفجار العملات المشفرة، كانت الحكومة الأميركية تناقش أفضل السبل للإشراف على الصناعة غير المنظمة في الغالب. ويتوقع الكثيرون أن تصل القضية إلى مجلس مراقبة الاستقرار المالي، وهم مجموعة من المنظمين برئاسة يلين أيضاً، ولديها القدرة على تحديد الشركات أو حتى المنتجات مثل العملات المستقرة باعتبارها مهمة من الناحية النظامية، مما سيؤدي إلى زيادة الإشراف عليها من قبل الاحتياطي الفيدرالي.