تحظى السفن التجارية المملوكة للصين بخصومات كبيرة على تأمينها عند الإبحار عبر البحر الأحمر، فيما يشكّل علامة أخرى على مدى العقاب الذي توجّهه هجمات الحوثيين في المنطقة إلى المصالح التجارية للسفن التي ترتبط بعلاقات مع الغرب.

بدأ المسلحون في ملاحقة السفن المرتبطة بإسرائيل في منتصف نوفمبر الماضي، قبل توسيع أهدافهم لتشمل السفن الأميركية والبريطانية الشهر الماضي، عندما قصفت الدولتان اليمن في محاولة لقمع هجمات المسلحين. أدت هذه الحوادث إلى ظهور سوق تأمين متعددة المستويات، حيث فرضت شركات التأمين أسعاراً متباينة على شركات الشحن البحري المشمولة بالتغطية التأمينية.

في حين أن الصورة العامة تبدو مشوّشة، فإن بعض السفن المرتبطة بالصين تضطر إلى دفع ما لا يقل عن 0.35% من قيمة هيكلها وآلاتها للحصول على تأمين العبور، وفقاً لأشخاص معنيين بالسوق، والذين قالوا إن معظم السفن تدفع ما بين 0.5% و0.75%، على الرغم من أن ذلك قد يتباين بشكل كبير.

ستُترجم الأسعار المخفضة إلى وفورات تبلغ ما بين 150 ألف دولار إلى 400 ألف دولار لعبور سفينة تبلغ قيمة هيكلها وآلاتها 100 مليون دولار.

يعني ذلك أن شركات الشحن الصينية تكتسب ميزة أخرى بالإضافة إلى قدرتها على استخدام طريق مختصر بين آسيا وأوروبا بأمان نسبياً. تتجنب مئات السفن المنطقة، وتبحر آلاف الأميال حول أفريقيا بدلاً من ذلك. منذ تصاعد الهجمات، لم ترد تقارير عن وقوع أضرار جسيمة للسفن المملوكة للصين.

يقول الحوثيون إنهم يقومون بذلك تضامناً مع سكان غزة وسط حرب إسرائيل مع حركة حماس.

قفزات أسعار التأمين

ارتفعت أسعار التأمين ضد الحرب، وهو شرط للمرور عبر مياه أكثر خطورة، منذ أن بدأ الحوثيون هجماتهم لأول مرة.

بعد أن قفزت الأسعار بنحو عشرة أضعاف، استقرت في الأسابيع الأخيرة، حيث أصبحت طبيعة المخاطر التي تهدد الشحن في المنطقة أكثر وضوحاً، فيما تمكّنت القوات العسكرية الغربية من إضعاف قدرة الحوثيين.

قال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة مخاطر الحرب البحرية والمتخصصة في التأمين فيسيل بروتكت (Vessel Protect): تعكس السوق انخفاض المخاطر التي تواجهها السفن المرتبطة بالصين وهونغ كونغ، كما هو موضح من خلال زيادة الشحنات التي ترفع العلم الآسيوي لتعبر المنطقة. ومع ذلك، على الرغم من إعلان الحوثيين عن ممر آمن، لا توجد ضمانات بأنه يمكن تجنب حوادث سوء التقدير.

على الرغم من أن السفن الصينية تتمتع بتخفيضات مقارنةً بمعظم نظيراتها في السوق، إلا أن بعض السفن التي ترتبط بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل تضطر إلى دفع المزيد للحصول على التغطية.

قال مشاركون في السوق إن بعض شركات التأمين لا تزال تتطلع إلى استبعاد التغطية لتلك السفن، لكن لا يزال من الممكن بالنسبة لها الحصول على كل التأمين الذي تحتاجه.

أوضح المشاركون أن حقيقة مواصلة بعض السفن التي لها علاقات بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة الإبحار عبر المنطقة يعد دليلاً على قدرتها على الحصول على غطاء تأميني.

لا تزال بعض السفن تعلن عن نفسها بأنها غير مرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.

أرسلت ما لا يقل عن 27 سفينة بيانات بشأن وجهتها على أنظمة تتبع السفن الرقمية تفيد بأنها مملوكة للصين، أو أن طاقمها من الصين، أو كليهما.

قال الحوثيون لصحيفة إزفستيا الروسية الشهر الماضي إن السفن الصينية والروسية ستكون في مأمن من الهجوم، على الرغم من أن ذلك لا يشمل الشحنات التي تنقلها السفن.