أعلن مسؤولون أمريكيون وصينيون أمس الثلاثاء (10 يونيو 2025) عن التوصل إلى إطار عمل يهدف إلى إعادة الهدنة التجارية بين البلدين إلى مسارها الصحيح وإزالة القيود التي تفرضها الصين على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة. يأتي هذا التطور في ظل غياب إشارة واضحة لحل دائم للخلافات التجارية العميقة القائمة منذ فترة طويلة.

إشارات على تخفيف القيود

صرّح وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، بأن الأطراف توصلوا إلى إطار عمل يحدد تفاصيل الاتصال الذي بدأ الشهر الماضي في جنيف، والذي يهدف إلى تخفيف التدابير التعاونية التي وصلت إلى مستويات الذروة.

وأشار لوتنيك من لندن، في مكالمة من نيويورك بعد انتهاء المحادثات في وقت متأخر من الليل، إلى أن بعض القيود الأمريكية الأخيرة قد تُرفع، لكنه لم يقدم تفاصيل محددة.

وأوضح الوزير قائلاً: لقد توصلنا إلى إطار العمل الذي يتابع مباحثات جنيف والمكالمة بين الرئيسين. وأضاف: الفكرة هي أننا سنعود لنتحدث إلى الرئيس ترامب ونتأكد من موافقته على ذلك. سيعودون ويتحدثون إلى الرئيس شي (جين بينغ) ويتأكدون من موافقته عليه، وإذا وافق ونوافق على ذلك، فسوف يتم تنفيذ إطار العمل.

من جانبه، أكد نائب وزير التجارة الصيني، لي تشنغ قانغ، أن الطرفين توصلا إلى إطار عمل تجاري سيُعرض على القيادات السياسية العليا. وقال لي: لقد توصلنا إلى بيان، ومن هنا، إلى إطار عمل التوافق الذي توصل إليه رئيسا بلدينا خلال المكالمة الهاتفية في الخامس من يونيو حزيران، والتوافق الذي تم الالتزام به في مباحثات جنيف.

قيود المعادن النادرة

يُذكر أن التوتر التجاري تصاعد مؤخرًا بسبب القيود التي تفرضها الصين على صادرات المعادن المهمة، مما دفع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرد بفرض ضوابط تصدير خاصة تمنع شحنات تصميم أشباه الموصلات، خاصة المتخصصة منها، إلى الصين.

ورغم التطور الأخير، فإن هذا الإطار لا يزال يمثل خطوة أولى، ولا يشارك بشكل مباشر في التعامل مع التأثيرات الأحادية الجانب التي فرضتها العملية المتبعة منذ فترة طويلة للنموذج الاقتصادي الصيني الذي يقوده الدولة.

وقال جوش ليبسكي، مدير مركز الجغرافيا الاقتصادية لمجلس أتلانتيك في واشنطن، إن المحادثات تبدو عودة إلى الربع الأول، لكن هذا أفضل بكثير من الربع صفر، في إشارة إلى أن الطرفين لا يزالان يختلفان جوهرياً حول شروط التوافق.

التصعيد المحتمل

أمام الطرفين مهلة حتى 10 أغسطس آب للتفاوض على اتفاق أكثر شمولاً وتخفيفًا للقيود. وإلا، سيتم رفع مستوى الرسوم الجمركية من حوالي 30% إلى 145% على الجانب الأمريكي، ومن 10% إلى 125% على الجانب الصيني، مما ينذر بتصعيد تجاري كبير إذا لم يتم التوصل إلى حلول.