ارتفع الين الياباني بالسوق الأسيوية يوم الثلاثاء مقابل سلة من العملات الرئيسية و الثانوية ،ليوسع مكاسبه لليوم الثالث على التوالي مقابل الدولار الأمريكي ،مسجلاً أعلى مستوى فى أسبوعين ،ضمن دورة تعافي على المدى اللحظي من المستويات الأدنى فى خمسة أشهر ، تحت أنظار السلطات اليابانية التي حذرت مررًا وتكررًا من الضعف و التحركات المفرطة للعملة المحلية.
وفى اليوم الأخير من تعاملات 2024 ،تتجه العملة اليابانية نحو تسجيل رابع خسارة سنوية على التوالي. ويعاذ السبب الرئيسي وراء تلك الخسارة إلى البنك المركزي الياباني ،الذي استمر في تبني أدوات السياسة النقدية المرنة لفترة طويلة، ليصبح آخر البنوك المركزية الكبرى التي تتحرك نحو تطبيع السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة خلال هذا العام.
نظرة سعرية
سعر صرف الين الياباني اليوم :تراجع الدولار مقابل الين بنسبة 0.45% إلى (156.14¥) الأدنى منذ 20 ديسمبر الجاري ، من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند (156.84¥)، و سجل أعلى مستوى عند (157.06¥).
حقق الين الياباني يوم الاثنين ارتفاع بنسبة 0.6% مقابل الدولار الأمريكي ، فى ثاني مكسب يومي على التوالي ،مع استمرار عمليات التعافي من أدنى مستوى فى خمسة أشهر عند 158.08 ينات.
بخلاف عمليات الشراء من مستويات منخفضة ارتفع الين الياباني بفضل التراجع الواسع للعائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات.
السلطات اليابانية
أكد وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو يوم الجمعة المخاوف بشأن انزلاق الين، مكررًا تحذيره من أن الحكومة ستتخذ إجراءات ضد التحركات المفرطة للعملة.
وفى وقت سابق من الأسبوع الماضي عبر كاتسونوبو كاتو عن عدم ارتياح طوكيو إزاء التحركات المفرطة في أسعار الصرف الأجنبي، وأبلغ المضاربين بأن السلطات مستعدة للتحرك من أجل استقرار الين المتعثر.
وقال كاتو عندما سئل عن ضعف الين المستمر في مؤتمر صحفي دوري: لا يوجد تغيير في موقفنا.وأضاف كاتو: أود أن أكرر ما قلته. من المهم أن تتحرك العملات بطريقة مستقرة تعكس الأساسيات، وقد شعرت الحكومة بالقلق إزاء تحركات أسعار الصرف الأجنبي بما في ذلك تلك التي يقودها المضاربون. وسوف نتخذ الإجراءات المناسبة ضد التحركات المفرطة.
ووصف كاتسونوبو كاتو صراحة وضع سوق العملات بأنه مثير للقلق، مما يشير إلى مخاوف الحكومة المتزايدة بشأن الين المتدهور.
وقال دبلوماسيي العملة في اليابان أتسوشي ميمورا: إنه شعر بالقلق إزاء تحركات العملة، و أشار إلى استعداد السلطات المالية لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
ومن النادر أن يصف صناع السياسات اليابانيون وضع سوق العملات بأنه مقلق، مما يشير إلى تزايد مخاوف الحكومة بشأن تراجع الين.
الفائدة اليابانية
تسعير احتمالات قيام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية فى اجتماع يناير المقبل مستقر حاليًا حول 55%.
ومن أجل إعادة تسعير تلك الاحتمالات يترقب المستثمرون خلال الفترة القصيرة المقبلة صدور المزيد من البيانات عن مستويات التضخم والبطالة والأجور فى اليابان.
التعاملات السنوية
على مدار تعاملات 2024 ،والتي تنتهي رسميًا عند تسوية الأسعار اليوم ، فالين الياباني منخفض بأكثر من 10% مقابل الدولار الأمريكي ، بصدد تسجيل رابع خسارة سنوية على التوالي.
تعرض الين الياباني لضغط كبير على مدار هذا العام مقابل الدولار الأمريكي ، و سجل فى وقت سابق من تعاملات يوليو الماضي أدنى مستوى فى 38 عامًا عند 161.95 ينًا لكل دولار أمريكي.
استمرار البنك المركزي الياباني في سياساته النقدية المرنة، بما في ذلك أسعار الفائدة المنخفضة، في حين اتجهت البنوك المركزية الكبرى الأخرى نحو سياسات أكثر تشددًا، مما أدى إلى اتساع الفجوة في العوائد وجعل الين أقل جاذبية للمستثمرين.
عمليات شراء الدولار الأمريكي كأفضل استثمار متاح، وسط الصعود الواسع للعائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، حيث احتفظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأسعار الفائدة مرتفعة لأطول فترة هذا العام.
اكتساح المرشح الجمهوري دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية الأمريكية صب فى اتجاه المزيد من الصعود فى مستويات دولار وعوائد الولايات المتحدة ،حيث من المتوقع أن يتبني سياسات اقتصادية تضخمية.
زادت التكهنات بشأن تدخل الحكومة اليابانية لدعم الين، مما عطل صعود الدولار الأمريكي نحو مستويات أعلى، إلا أن هذه التدخلات لم تكن كافية لوقف تراجع الين وتكبّده خسارة سنوية جديدة.
ضعف الضغوط التضخمية وتباطؤ الأنشطة الاقتصادية عوامل أجبرت البنك المركزي الياباني على اتخاذ مسار أقل عدوانية فى تطبيع السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة.