سجلت عملة بتكوين أكبر تراجع لها على مدار يومين خلال عطلة نهاية الأسبوع منذ الانتخابات الأميركية، وسط نوبة من الحذر في الأسواق العالمية، حيث يقيّم المتداولون التأثير المحتمل لأجندة سياسة الرئيس المنتخب دونالد ترمب على الأسواق.

انخفضت العملات المشفرة بنحو 3% خلال يومي السبت والأحد، قبل أن تعوض بعض الانخفاض لتتداول عند 90100 دولار اعتباراً من الساعة 9:05 صباحاً يوم الإثنين في سنغافورة. ومن بين أوجه عدم اليقين، الجدول الزمني لترمب للوفاء بتعهداته المؤيدة للعملات المشفرة، وما إذا كانت جميعها ممكنة، مثل إنشاء مخزون أميركي من بتكوين.

في سوق الأسهم الأميركية، تخفف مخاطر التضخم من احتمال فرض تعريفات تجارية، والإنفاق من خلال العجز بهدف تمويل التخفيضات الضريبية، من النشوة التي أحاطت بموقف ترمب المؤيد للأعمال. ويقلص المستثمرون توقعاتهم بخفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي في ظل اقتصاد قوي، وهو ما يشكل عقبة محتملة أمام العملات المشفرة، نظراً لأن ظروف السيولة يمكن أن تؤثر على الطلب على الرموز الرقمية.

نشاط مفرط

أصبحت عملة بتكوين مفرطة النشاط بعد تقدم قياسي منذ يوم الانتخابات في الخامس من نوفمبر، وتم تضمين الكثير من الأخبار الجيدة في السعر، كما كتب توني سيكامور، محلل السوق في شركة آي جي أستراليا (IG Australia)، في مذكرة.

تعهد ترمب بإنشاء إطار تنظيمي ودي للعملات المشفرة، ومخزون استراتيجي من عملة بتكوين، وجعل الولايات المتحدة المركز العالمي لهذه الصناعة. وبعد أن كان متشككاً في العملات المشفرة في وقت ما، غيّر الرئيس المنتخب مساره، بعد أن أنفقت شركات العملات المشفرة بكثافة خلال الحملة الانتخابية للترويج لمصالحها.

كتب استراتيجيون من جيه بي مورغان تشيس بقيادة نيكولاوس بانيغيرتزوغلو في مذكرة، أن التشريع الخاص بالعملات المشفرة قد يتم الموافقة عليه قريباً في ظل إدارة ترمب، مما يحفز التحول بعيداً عن التنظيم من خلال الإنفاذ، إلى نهج أكثر تعاوناً.

وأضافوا أن البنوك يمكن أن تتمتع بنطاق أكبر للتعامل مع الأصول الرقمية، وأن الأسواق أكثر تفاؤلاً بالموافقة على صناديق التداول المشفرة التي تستثمر في رموز أخرى غير بتكوين وإيثريوم.

وفقاً للاستراتيجيين، فإن الوضوح التنظيمي سيكون بمثابة ريح مواتية لشركات رأس المال الاستثماري للدخول إلى السوق، وتنفيذ الاندماجات والاستحواذات والعروض العامة الأولية. لكنهم أضافوا أن إنشاء احتياطي بتكوين أميركي هو حدث منخفض الاحتمال.

جذبت صناديق بتكوين المتداولة في البورصة الأميركية تدفقاً صافياً بقيمة 4.7 مليار دولار من 6 نوفمبر إلى 13 نوفمبر، وهو اليوم الذي سجلت فيه العملة المشفرة الأصلية ذروة غير مسبوقة، بناءً على البيانات التي جمعتها بلومبرغ. لكن حوالي 771 مليون دولار خرجت من هذه الصناديق يومي الخميس والجمعة.