انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، وارتفعت عائدات السندات، بعد أن خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة كما كان متوقعاً، لكنه قلل توقعاته لعدد التخفيضات في عام 2025.
نزل مؤشر إس آند بي 500 إلى ما دون مستوى 6000 نقطة، ليعاني من أسوأ يوم له منذ أغسطس. وهبط مؤشر ناسداك 100 بنسبة 3.6%، وهو أكبر انخفاض له في خمسة أشهر.
ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين، والتي تعتبر أكثر حساسية للسياسة النقدية، 10 نقاط أساس إلى 4.35%، بينما ارتفع سعر الفائدة لأجل 10 سنوات إلى مستوى شوهد آخر مرة في مايو. قفز مؤشر بلومبرغ للدولار إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2022.
الفيدرالي يلمح لمزيد من الحذر
أعاد جيروم باول التأكيد يوم الأربعاء على أن الاحتياطي الفيدرالي سيكون أكثر حذراً، حيث يفكر في المزيد من التعديلات على سعر الفائدة. وأضاف أيضاً أن ذلك لا يزال مقيداً بشكل هادف، وأن اللجنة على المسار الصحيح لمواصلة التخفيض.
أكد باول في المؤتمر الصحفي، أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ملتزم بالوصول إلى هدف التضخم البالغ 2%، معلقاً عن بقاء التضخم فوق هذا الهدف: لن نكتفي بذلك.
تتفاعل الأسواق مع قيام العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي بتحديد عدد تخفيضات أقل للعام المقبل مما توقعوه قبل بضعة أشهر. ويقوم المتداولون الآن بتسعير تخفيضات بأقل من نصف نقطة مئوية في عام 2025.
صقر في ثوب الحمائم
قال سكوت لادنر من هوريزون إنفستمنتس (Horizon Investments) إن مخطط النقاط متشدد حتى مقارنة بالتوقعات المتشددة إلى حد ما، مضيفاً أن الأمر يستغرق وقتاً أطول للوصول إلى معدل الفائدة المحايد. في الواقع، فإن أفق التوقعات لا يشي إلى إمكانية الوصول إلى هذه المرحلة.
وتابع أنه بالإضافة إلى ذلك، يصف باول هذا التغيير بأنه يتعلق بمخاوف التضخم أكثر من الاقتصاد القوي، لذلك فهو متشدد لـالسبب الخطأ.
من جهته، وصف ماكس غوكمان، نائب الرئيس الأول في فرانكلين تمبلتون إنفستمنت سوليوشنز (Franklin Templeton Investment Solutions)، باول بأنه صقر في ثوب الحمائم.
وقال: على الرغم من التقليل من أهمية التباطؤ الأخير في الانكماش، مع التفاخر بقوة الزخم الاقتصادي، إلا أنه لا يزال يلمح إلى أن التعريفات الجمركية لن يتم اعتبارها مؤقتة، وأن توقعات القيام بخفضين في عام 2025 ضرورية، لأن السياسة يجب أن تظل مقيدة.
أما ويتني واتسون من إدارة الأصول في غولدمان ساكس، فتتوقع أن يتخلى بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة في يناير، قبل استئناف مساره في تخفيف أسعار الفائدة في مارس.
وأضافت واتسون وهي الرئيسة المشاركة العالمية والمسؤولة المشاركة عن الاستثمار في حلول الدخل الثابت والسيولة في المؤسسة المالية: بينما اختار بنك الاحتياطي الفيدرالي استكمال العام بخفض ثالث على التوالي، يبدو أن قراره للعام الجديد يتلخص في وتيرة أكثر تدريجية للتيسير.