تقرير خاص - نمازون: 

كان خبر الإعلان عن استحواذ شركة أوبر للنقل التشاركي الأمريكية على شركة كريم الإماراتية هو سيد الموقف خلال نهاية الأسبوع الماضي، فهو لم يغط فقط على أخبار الاقتصاد بل ربما غطى على الأخبار السياسية وربما الرياضية أيضا، فلم يكن لدى الجميع سوى الحديث عن هذا النداماج الذي يعد الأكبر عالمياَ بين الشركات الناشئة.

 

وكان لكل ممن تناولوا الخبر اهتمامه أو جهته التي تناوله منها، ونحن في نمازون لنا وجهتنا أيضاً، وهي خاصة بالشركات المستفيدة وبالأخص المساهمة التي يتداول على أسهمها آلاف إن لم يكن ملايين المساهمين، وهي على وجه الخصوص المملكة القابضة مجموعة الطيار للسفر والسياحة، وشركة الاتصالات السعودية، وهي الشركات الثلاثة التي أعلنت عن نسب ملكيتها في شركة كريم، وبالتالي الأثر العائد على تلك الشركات من تلك الصفقة.

الحديث عن حجم الصفقة ومدى تأثيرها على سوق النقل التشاركي في العالم العربي، وكيف أن الصفقة سوف تُرجع أوبر لبعض الدول مثل المغرب بعد خروجها منها من سنوات، وكذلك ما أعلنت عنه الشركات الثلاثة على موقع سوق الأسهم السعودية، ولكن وبعد كل هذا الحديث لاحظنا أن هناك عدد من الملاحظات التي أحببانا أن نشاركها مع المتداولين ومنها:

1.25  مليار ريال للمملكة القابضة

أعلنت شركة المملكة القابضة أنه من المتوقع أن تحقق أرباحاً استثمارية تبلغ 485 مليون ريال، حيث تبلغ حصة المملكة القابضة في صفقة 1,25 مليار ريال بينما القيمة الدفترية المسجلة بها حصة المملكة تبلغ 765 مليون ريال، بينما كانت الشركة قد اشترت هذه الحصة في 2017 وبقيمة 232.5 مليون  ريال وهنا نلاحظ:

ارتفعت قيمة استثمارات المملكة في كريم من 232,5 إلى 1.25 مليار ريال أي بأكثر من مليار ريال خلال عامين تقريبا، وهنا يثور تساؤل إذا كان هذا الاستثمار به هذا الدرجة من القوة فلماذا التهليل للخروج منه مع أنه استثمار جيد، وهذا التساؤال مطروح مع كل الشركات التي سارعت في الإعلان عن مدى استفادتها من الصفقة.

 

1.78 مليار للطيار

أعلنت مجموعة الطيار للسفر القابضة أنه من المتوقع أن تحقق أرباحاً إجمالية تقدّر بـ 1.78 مليار ريال، من صفقة استحواذ اوبر على كريم، وذكرت الشركة في بيانها على تداول أنه وحسب بنود الاتفاقية فإن المجموعة سوف تسجل 1.34 مليار ريال على الأقل خلال عام 2019 من إجمالي الأرباح المتوقعة والباقي ستتم إضافته بعد استيفاء جميع شروط الاتفاقية، علماً بأن قيمة الجزء النقدي منه إلى السندات القابلة للتحويل للمجموعة سوف يتم تحديده في وقت لاحق.

وذكر رئيس الشركة التنفيذي في وقت لاحق أنه الطيار قامت بزيادة حصتها في كريم بعد نهاية عام 2018، من 14.7% إلى 17.7%،  وأكد أن الصفقة المتفق عليها كانت أفضل خيار للشركة.

وكانت الطيار قد ذكرت في تقرير مجلس إدارتها أن تحولها للخسارة في 2018 كان أحد أسبابه نصيب شـركة مجموعة الطيار للسـفر القابضة فى خسـائر شـركة كريم بقيمة (9) مليون ريال سـعودي.

 

1.03 مليار ريال للاتصالات السعودية

أعلنت شركة الاتصالات السعودية أن نصيبها من هذا الاستحواذ يبلغ 274 مليون دولار أمريكي تقريباً (1.027 مليار ريال سعودي)، جزء نقدي وجزء عن طريق سندات مالية في شركة أوبر قابلة للتحويل، مع تحديد التقسيم النهائي للمبلغ في نهاية الصفقة.

وذكرت الشركة أنها استثمرت في شركة كريم في يناير 2017 بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي، وأوضحت أنه وبالإضافة إلى الاستثمار المباشر فإن شركة الاتصالات السعودية قد استثمرت في شركة كريم من خلال صناديق الاستثمار المملكوة لها وهي: صندوق الاتصالات السعودية لرأس المال الجريء (STC Ventures) الذي يمتلك حصة قدرها 6.4%.، وصندوق اس تي فينشرز (Saudi Technology Ventures) الذي يمتك حصة قدرها 2.9%.

رهن الموافقات

ولكن ما لفت النظر هنا أن الشركات تسرعت في الإعلان عن الأثر المالي للصفقة، بل ذكرت اثنتان أن هذا الأثر سوف يظهر في نتائج العام 2019، على الرغم من الصفقة لن تتم فعلياً (حال تمت) إلا في الربع الأول 2020. بالإضافة إلى ذلك فقد أعلنت أوبر والشركات الثلاثة أن الصفقة لا تزال تحتاج إلى الموافقات النظامية ومن العديد من الأطراف، وهو ما يجعل تنفيذ الصفقة سريعاً أمر ليس بالسهل.

 

وفي النهاية وكما هو شأن جميع صفقات الاستحواذ تظل الآثار الإيجابية والسلبية للصفقة مرهونة بتنفيذها بالفعل، حيث إنه كثيرا ما تعلن مؤسسات أو شركات عن عمليات الاستحواذ وتظل لسنوات وبعدها تتوقف.