تراجعت الأسهم الآسيوية اليوم الأربعاء بعد موجة مكاسب استمرت تسعة أيام، دفعت المؤشر الإقليمي إلى مستوى قياسي، في وقت يترقب فيه المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
انخفض مؤشر إم إس سي آي (MSCI) آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 0.1%، في حين قفزت أسهم التكنولوجيا الصينية المدرجة في هونغ كونغ إلى أعلى مستوياتها منذ أربع سنوات بدعم من التفاؤل حول الذكاء الاصطناعي، إذ ارتفع سهم بايدو بما يصل إلى 13% بعد ترقية تصنيف السهم.
حافظ سعر الذهب على مكاسبه الأخيرة ليتداول فوق مستوى 3700 دولار للأونصة للمرة الأولى، بدعم من تراجع الدولار الأميركي الذي لامس أدنى مستوياته منذ مارس 2022. وفي اليابان، تتجه الأنظار إلى مزاد لسندات حكومية لأجل 20 عاماً، في ظل ضغوط ناجمة عن الغموض السياسي والمخاطر المالية.
جاءت بيانات مبيعات التجزئة الأميركية قوية يوم الثلاثاء، إلا أنها لم تغيّر كثيراً في رهانات المستثمرين على خفض وشيك للفائدة، حيث تُسعّر الأسواق خفضاً بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع الفيدرالي اليوم، مع ترقب التوجيه المستقبلي لمسار السياسة النقدية.
قال جوش غيلبرت، محلل الأسواق في eToro بسيدني: الأسواق في حالة ترقّب بانتظار قرار الفيدرالي، والمخاطرة الأكبر تكمن في أن تكون نبرة البنك المركزي أقل تيسيراً مما تأمل الأسواق.
أسهم التكنولوجيا تقود المكاسب
في آسيا، ارتفع سهم بايدو بعد رفع تصنيفه إلى شراء من بيع من قبل شركة Arete Research، التي رأت أن مشروع الرقائق الإلكترونية الداخلي لديه القدرة على تعويض ضعف أداء الإعلانات.
كما قفزت أسهم علي بابا بنحو 4% بعد أن رفعت غولدمان ساكس السعر المستهدف للسهم، وزادت تقييمها لوحدة الحوسبة السحابية في الشركة، في ظل التطورات المتسارعة في نماذج الذكاء الاصطناعي.
تركيز على الفائدة
في الأسواق الأوسع، استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية، مع استقرار عائد السندات لأجل عامين عند 3.51%. كما حافظ النفط على مكاسبه بعد ثلاثة أيام من الارتفاع وسط تقييم تداعيات الهجمات الأوكرانية على منشآت النفط الروسية.
وفي وقت تُسعّر الأسواق بالكامل خفضاً بمقدار ربع نقطة مئوية، يترقب المستثمرون ما إذا كان الفيدرالي سيلمح إلى مزيد من الخفض في الأشهر المقبلة، خصوصاً مع صدور التحديث الفصلي لتوقعات أسعار الفائدة، والمعروف بـالمخطط النقطي (dot plot).
كتب توني سيكامور، محلل الأسواق في IG Australia، أن الاهتمام سينصب على عدد الأعضاء الذين سينضمون إلى ستيفن ميران في المطالبة بخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.
أضاف: نتوقع أن يتبنى جيروم باول نبرة تيسيرية، مشيراً إلى المخاطر المتزايدة في سوق العمل، واستعداده لمزيد من خفض الفائدة إذا استمرت تلك الضغوط. وأي رد فعل فوري من الأسواق في صورة جني أرباح قد يكون محدوداً، نظراً لاحتمال تكرار الخفض في أكتوبر وديسمبر.