تشمل جولة ولى العهد السعودى ثلاث دول أسيوية محورية على المستوي الاقتصادى بدأت من باكستان مرورا بالهند وصولا للصين ثانى اقوى اقتصاد عالمى ، و ربما تحط الانظار كثيرا عند زيارة الصين تحديدا لقوة العلاقات الاقتصادية بينها و بين المملكة العربية السعودية ، و التى نستعرض جوانب منها عبر النقاط التالية 

 

اولا ... يبلغ حجم الاقتصاد الصينى المستهلك الاول عالميا اكثر من 14 ضعف الاقتصاد السعودى ، و هو احد الاسباب القوية التى تدعو المملكة لزيادة حجم التبادل التجارى البالغ فى عام 2018 نحو 63 مليار $ سنويا 

 

ثانيا ... استوردت الصين فى عام 2018  نحو 57 مليون طن من النفط السعودى ، فى الوقت الذى تحتل فيه المملكة المركز الثانى فى قائمة موردى النفط للصين بعد روسيا  

و ربما مشهد شهر نوفمبر 2018 يعكس مدى المنافسة القوية بين أكبر منتجين للنفط فى العالم السعودية و روسيا اللتان تبادلا المراكز فى توريد النفط للصين ، فبعد 19 شهرا من احتفاظ روسيا بالمركز الاول  ، تمكنت السعودية خلال نوفمبر 2018 من صدارة موردى النفط للتنين الصينى الذى يعد اكبر مستورد للخام فى العالم  حيث بلغت امدادات النفط السعودى للصين فى نوفمبر 2018 نحو 1.596 مليون برميل يوميا ، متفوقة على روسيا التى بلغت صادراتها النفطية للصين فى نفس الشهر نحو 1.593 مليون برميل يوميا كما ارتفعت صادرات السعودية النفطية للصين بنحو 50 % عن نفس الفترة من العام الماضى 

 

ثالثا ... على خلفية مشهد النفط تعتزم السعودية فى 2019 ضخ نحو 1.67 مليون برميل من النفط الى الصين ، بعد انحسار النفط الايرانى للاسواق الصينية بنحو 338.7 الف برميل يوميا فى ظل العقوبات الامريكية المفروضة على ايران التى تسمح للصين بشراء 360 الف برميل يوميا فقط حتى الاول من مايو 2019 


رابعا ... تعتزم المملكة العربية السعودية مشاركة الاستثمار فى مشروع الممر الاقتصادى بين الصين و باكستان  بنحو 13.3 % حوالى 10 مليار $ من خلال ميناء جوادار الباكستانى ، فى اشارة اقتصادية مهمة لتنويع المملكة لخططها الاستثمارية الاستراتيجية مع محيطها الاسيوى الفعال ... يذكر ان الممر الاقتصادى يعتمد بشكل كامل على عملة اليوان الصينى فى إتمام المعاملات التجارية ، و يربط شمال غرب الصين بأحدث شبكات للطرق و انابيب الطاقة و السكك الحديد لعبور بضائع الصين الى الشرق الاوسط ، كما يمنح اعفاءات ضريبية لمدة 23 عاما و عقود ايجار للأراضى تمتد الى 99 عاما