ارتفعت أسعار الذهب يوم الثلاثاء مدعومة بتزايد التوترات التجارية العالمية، مما عزز الإقبال على الأصول الآمنة، بينما يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة في وقت لاحق من اليوم، والتي قد تقدم مؤشرات بشأن مسار أسعار الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي.
وقال كبير محللي السوق لدى كيه سي إم تريد KCM Trade، تيم ووترر: لقد أثبت الذهب في السابق أنه الأصل المفضل عندما تتصاعد التوترات التجارية، والتحرك الحالي نحو مستوى 3350 دولارًا يؤكد تكرار هذا النمط مجددًا.
وأضاف: مع ذلك، فإن ارتفاع عوائد سندات الخزانة وقوة الدولار الأميركي شكّلا رياحًا معاكسة... ولتحقيق الذهب مزيدًا من المكاسب باتجاه مستوى 3400 دولار، قد يتطلب الأمر تراجعًا في قيمة الدولار أو في عوائد السندات في حال عدم تصاعد الأحداث الجيوسياسية.
تهديدات ترامب وتصريحات الفيدرالي
كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد هدّد يوم السبت بفرض تعريفة جمركية بنسبة 30% على الواردات القادمة من المكسيك والاتحاد الأوروبي بدءًا من الأول من أغسطس، إذا فشلت تلك الدول في التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، من المقرر صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي لشهر يونيو عند الساعة 15:30 بتوقيت الرياض يوم الثلاثاء.
ويتوقع اقتصاديون أن يرتفع معدل التضخم الرئيسي إلى 2.7% على أساس سنوي، مقارنة بـ2.4% في الشهر السابق. كما يُتوقع أن يرتفع معدل التضخم الأساسي إلى 3.0% من 2.8%.
وجدد ترامب يوم الإثنين انتقاداته لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مؤكدًا أن أسعار الفائدة يجب أن تكون عند 1% أو أقل. وتُسعّر الأسواق حاليًا خفضًا بواقع 50 نقطة أساس في الفائدة بحلول نهاية العام، مع ترجيح أن يكون أول خفض في شهر سبتمبر.
ويُنظر إلى الذهب عادةً باعتباره ملاذًا آمنًا خلال فترات الغموض الاقتصادي، ويؤدي أداءً جيدًا في بيئة أسعار فائدة منخفضة.
الذهب عند التسوية أمس
انخفضت أسعار الذهب بشكل طفيف في ختام تعاملات الإثنين، مع تقييم الإعلانات الأمريكية بشأن الرسوم الجمركية على الشركاء التجاريين، وبضغط من ارتفاع الدولار.
وعند الإغلاق، انخفضت أسعار العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم أغسطس بنسبة 0.15% أو 4.9 دولار إلى 3359.1 دولار للأوقية، بعدما لامست 3389.30 دولار خلال الجلسة.
الذهب والدولار الآن
صعد الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 3360.35 دولارًا للأونصة.
كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 0.3% إلى 3369.50 دولارًا.
وعلى الجانب الآخر، تراجعت عقود مؤشر الدولار بنحو 0.13%.
أداء باقي المعادن الثمينة
في أسواق المعادن الأخرى، استقرت الفضة الفورية عند 38.15 دولارًا للأونصة، بعد أن سجلت يوم الإثنين أعلى مستوى لها منذ سبتمبر 2011.
وقال ووترر: تستفيد الفضة من مخاوف تتعلق بالإمدادات وارتفاع الطلب الصناعي. كما أن صعود الذهب خلال الـ18 شهرًا الماضية دفع المستثمرين للبحث عن قيمة في أماكن أخرى، وكانت الفضة من المعادن التي شهدت صعودًا نتيجة لذلك.
وارتفع البلاتين بنسبة 0.8% ليصل إلى 1374 دولارًا، بينما صعد البلاديوم بنسبة 0.2% ليبلغ 1196.10 دولارًا.