تقرير خاص ـ (نمازون):

تشهد الساحة العربية والدولية، تطورات متلاحقة، للحادث الإرهابي التي تعرضت له شركة أرامكو السعودية، أدى إلى تعطل نصف إنتاج عملاق النفط السعودي، مما أدى إلى هزة عنيفة في أسواق النفط العالمية.

وتستعرض نمازون، تسلسل الأحداث، منذ الإعلان رسميا عن الحادث، من قبل الحكومة السعودية، وردود الأفعال العربية والعالمية تجاه هذا الحادث.

وكانت البداية، عندما أعلنت وزارة الداخلية السعودية، يوم السبت 14 سبتمبر الجاري، عن تعرض معملين تابعين لشركة أرامكو، بمحافظة بقيق وهجرة خريص، لهجوم بطائرات بدون طيار، مما أسفر عن حدوث حرائق، تمت السيطرة عليها من قبل فرق الأمن الصناعي بالشركة.

وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، بأن التحقيقات لا زالت جارية لتحديد الجهات المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذه الأعمال الإرهابية، التي تعرضت لها مواقع أرامكو السعودية.

وأذاع التلفزيون الرسمي السعودي، بيانا يؤكد فيه على أن صادرات المملكة النفطية مستمرة، ولم تتأثر بالهجوم على المعملين التابعين لشركة أرامكو بالمنطقة الشرقية.

إدانات واسعة

وعقب الإعلان عن هذه الأحداث توالت الإدانات لهذا الحادث الإرهابي، من قبل العواصم العربية والدولية، التي أعلنت تنديدها بالحادث، ووقوفها بجانب المملكة العربية السعودية، في هذه الظروف الصعبة.

ونقل الحساب الرسمي للسفارة الأمريكية في السعودية على تويتر، أن الولايات المتحدة تدين بشدة الهجمات التي نفذتها طائرات مسيرة على منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية.

وعبرت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها عن إدانتها للهجوم على معملي النفط التابعين لشركة أرامكو، وطالبت بضرورة وقف الحوثيين استهداف المناطق المدنية والبنى التحتية.

وقالت وكالة الطاقة الدولية، في بيان لها إنها تتابع عن كثب الوضع في السعودية بعد تعرض منشآت لإنتاج النفط لهجمات بطائرات مسيرة، وإنها على اتصال بالسلطات السعودية بالإضافة إلى الدول الرئيسية المنتجة للنفط.

عربيا

وعلى المستوى العربي، أصدرت وزارة الخارجية في جمهورية مصر العربية بياناً رسميا أدانت فيه بأشد العبارات، استهداف معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية، وأكدت على تضامن مصر حكومةً وشعباً مع حكومة وشعب المملكة.

واستنكر ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الهجوم الإرهابي، الذي استهدف معملين لشركة أرامكو، مؤكدا وقوف دولة الإمارات، إلى جانب السعودية تجاه كل ما يهدد أمنها واستقرارها.

وأعرب مجلس الوزراء الكویتي عن إدانته واستنكاره للھجوم الإرھابي على المواقع التابعة لشركة أرامكو، وأكد تضامن الكویت مع السعودیة، وتأییدھا لكل ما تتخذه من إجراءات لحمایة أمنھا.

وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية عن تضامنها بشكل كامل مع السعودية في الحفاظ على أمنها ومواجهة الإرهاب، معتبرة الهجوم على أرامكو تصعيداً خطيراً يزيد من التوتر في المنطقة.

وأدانت مملكة البحرين بشدة العمل الإرهابي الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو، وشددت على موقفها الثابت ووقوفها في صف واحد إلى جانب السعودية ضد الإرهاب بكل صوره.

توقف الإمدادات

وفي اليوم التالي، صرح وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، بأن الهجمات الإرهابية على مواقع أرامكو نتج عنها توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو 5.7 مليون برميل، تمثل حوالي 50 بالمائة من إنتاج الشركة.

وقال الوزير إن الانفجارات أدت كذلك لتوقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب تقدر بنحو ملياري قدم مكعب يومياً، تستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي، مما سيؤدي لتخفيض الإمدادات بنحو 50 بالمائة.

ومن جانبه، قال رئيس شركة أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين الناصر، بعد تفقده للمواقع التي تعرضت للهجمات، إن فرق الاستجابة للحالات الطارئة بالشركة تصدت بنجاح لحرائق في معامل الشركة في بقيق وخريص.

وأضاف الناصر بعد تفقده للمواقع التي تعرضت للهجمات، أنه يجري حالياً العمل على استرجاع كميات الإنتاج، مشيرا إلى أن إنتاج الشركة قد ينخفض بمقدار 5.7 مليون برميل يومياً.

شركات البتروكيماويات

وعلى خلفية الهجوم الذي تعرضت له مواقع تابعة لأرامكو، أعلنت مجموعة الشركات السعودية، التي تعمل بمجال البتروكيماويات والطاقة، عن توقعاتها لحجم نقص الإمدادات خلال الفترة المقبلة.

وأعلنت شركة سابك السعودية، عن نقص في إمدادات بعض مواد اللقيم بنسب متفاوتة ومتوسط تقريبي 49 %، لبعض شركاتها التابعة في السعودية اعتبارا من يوم السبت 14 سبتمبر 2019م.

كما أعلنت الشركة المتقدمة للبتروكيماويات، إن إمدادات بعض مواد اللقيم لمصنعي الشركة انخفضت بنحو 40%، وأنها تعمل على تقويم الأثر المالي لهذا النقص.

أما شركة الصحراء العالمية للبتروكيماويات سبكيم العالمية، فقد وأعلنت عن نقص في إمدادات بعض مواد اللقيم بنسب متفاوتة ومتوسط يبلغ نحو 40% لبعض شركاتها التابعة في السعودية.

وأكدت شركة التصنيع، أن إمدادات بعض مواد اللقيم لشركاتها التابعة للبتروكيماويات بالجبيل انخفضت بنسب متفاوتة ومتوسط نحو 41%، ابتداء من يوم السبت 14 سبتمبر 2019م.

العراق

ودخل العراق على خط الأزمة، بعد أن أصدر مكتب رئيس الوزراء العراقي بياناً، يوم الأحد الماضي، ينفى فيه ما تداولته بعض وسائل الإعلام، بشأن استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو السعودية.

وأكد العراق التزامه الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على الدول الشقيقة والصديقة، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية ستتعامل بكل حزم ضد كل من يحاول انتهاك الدستور.

وأكدت الحكومة العراقية بأنها تتابع باهتمام بالغ هذه التطورات، وتتضامن مع أشقائها السعوديين وتعرب عن قلقها أن التصعيد والحلول العسكرية التي تعقد الأوضاع، وتهدد الأمن الإقليمي والدولي.

وكانت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية، قد ذكرت في وقت سابق، أن الهجوم بالطائرات المسيرة الذي استهدف معملين لشركة أرامكو السعودية نفذ انطلاقاً من الأراضي العراقية، وليس من اليمن.

عودة الإنتاج

وفي تطور سريع، أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، يوم الثلاثاء، عن عودة الإمدادات النفطية لمستويات ما قبل حادث الاعتداء على المواقع التابعة لشركة أرامكو.

وأوضح الوزير خلال مؤتمر صحفي، أنه تم خلال اليومين الماضيين احتواء الأضرار واستعادة أكثر من نصف الإنتاج الذي تعطل نتيجة الاعتداء، وأن الشركة ستفي بكامل التزاماتها.

وأكد وزير الطاقة السعودي على أن إمدادات السوق المحلي من المنتجات البترولية لم تتأثر، بحادث الاعتداء على مواقع أرامكو، وأن مرافق الكهرباء والمياه، لم تتأثر كذلك.

ومن جانبه، قال رئيس شركة أرامكو السعودية، ياسر الرميان، خلال المؤتمر الصحفي، إن الهجمات التي تعرضت لها مواقع تابعة للشركة لن توقف الطرح العام، المتوقع إنجازه خلال عام.

الرئيس الفرنسي

وعلى صعيد الأزمة، أبدى الرئيس الفرنسي، في اتصال هاتفي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، استعداد بلاده للمشاركة في التحقيق لمعرفة مصدر الهجمات العدوانية التي استهدفت مواقع تابعة لأرامكو.

وعبر الرئيس الفرنسي عن استنكاره لتلك لأعمال العدائية، مؤكداً مساندة فرنسا ودعمها لأمن واستقرار المملكة في مواجهة هذه الأعمال التخريبية.

السعودية تنضم لتحالف دولي

وبعد هذه التهديدات للتي تتعرض لها السعودية، بين الحين والآخر، قررت المملكة الانضمام للتحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية، وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع السعودية.

ويهدف هذا التحالف الدولي، إلى حماية السفن التجارية بتوفير الإبحار الآمن لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية وحماية لمصالح الدول المشاركة في التحالف.

وتغطي منطقة عمليات التحالف الدولي لأمن الملاحة في الخليج مضيق هرمز وباب المندب وبحر عمان والخليج العربي.