أظهر تقرير لـ «ساكسو بنك» زيادة عدد مستخدمي العملات المشفرة حول العالم إلى الضعف خلال النصف الأول من عام 2021، وذلك في ظل دخول العديد من اللاعبين الجُدد إلى الساحة.

 

ووفقا للتقرير الذي حصلت نمازون على نسخة منه، يتمتع بعض المتداولين الجُدد بميول كبيرة نحو المخاطرة، لا سيما في ظلّ ثقل مديونياتهم وهشاشة موقفهم حتى أمام أصغر تراجع تشهده الأسواق.

 

وأفاد التقرير بأن حادثة الانهيار الخاطف التي أصابت الأسواق في 7 سبتمبر شهدت تصفية ما يزيد على 3.5 مليار دولار من هذه المراكز المالية في سوق مشتقات العملات المشفرة خلال 24 ساعة فقط.

 

وتابع التقرير: «يشهد مجتمع العملات المشفرة عمليات تداول قوية بشكل جزئي، لكن استبياناً جديداً أظهر انخفاض أعداد متداولي العملات المشفرة الذين يشترون هذا النوع من العملات على سبيل المخاطرة في عام 2021 قياساً بالعام السابق، مع زيادةٍ في أعداد أولئك الذين يرون في العملات المشفرة بديلاً عن المسارات الاستثمارية التقليدية».

 

وقال محلّل كمّي أول لدى ساكسو بنك، أندرس نيستين: «تتعرض مكانة بيتكوين بوصفها العملة المشفرة المهيمنة حول العالم للتهديد في ضوء التطبيقات سريعة التطور للعقود الذكية، لا سيما أنّها واجهت مثل هذا التهديد لأول مرة خلال مرحلة ازدهار أنشطة الطرح الأولي للعملات المشفرة في عام 2017».

 

وأوضح، أن منافسات الاستحواذ على القيمة السوقية الأكبر تدور بين مجموعة متنوعة من الأطراف، مشيراً إلى أن عملة بيتكوين توصف بأنها المحرك الرئيسي أو الذهب الرقمي، حيث تُعرف بمخزن القيمة.

 

وتحدث نيستين: «عملة إيثريوم أيضاً تظهر تفوقها الفني على بيتكوين وكونها محركاً رئيسياً ضمن العملات المشفرة المتداولة في العقود الذكية، وذلك برغم محدودية تطويرها بنسختها الحالية».

 

ويُضاف إلى ذلك الأجيال الجديدة من العملات المشفرة والتي تتفوق من الناحية الفنية في ما يتعلق بقابلية التطوير والأجندة الخضراء وقابلية التشغيل البيني، علماً أن الكثير منها ما زال في مرحلة الطرح أو التطوير، وفق ما قاله المحلل لدى «ساكسو بنك».

 

وأشار إلى أنه من المبكر للغاية تحديد الطرف الفائز في هذه المنافسة، لكن من الواضح أنّ الاتجاه السائد هذا العام كان في صالح الأجيال الجديدة من العملات المشفرة.

 

وأردف نيستين: «يبدو أن ما تبقى من عام 2021 سيكون مدفوعاً بتوقعات تطبيقات العقود الذكية والبروتوكولات اللامركزية، حيث نتوقع ارتفاع مستوى المجازفة من خلال الإقبال على البروتوكولات اللامركزية سعياً وراء تحقيق العائدات الكبيرة، ما يزيد قيمة المبالغ المُجمعة في البروتوكولات المالية اللامركزية».

 

وأكد أنه يتعين على المتداولين في سوق العملات المشفرة مراقبة مختلف عوامل المخاطرة عن كثب؛ فقد لا تكون التحركات الكبيرة التي تشهدها سوق العملات المشفرة -لا سيما العملات الثانوية منها- مدفوعة بدعم قوي من العوامل الأساسية؛ بل مجرد تحركات مؤقتة يتجه فيها المتداولون إلى الشراء للانضمام إلى المستفيدين من الاتجاه التصاعدي للأسعار.

 

اللوائح التنظيمية

 

وأمّا من حيث اللوائح التنظيمية، فأظهر التقرير، أن البروتوكولات اللامركزية تفتقر إلى الأطر التنظيمية الضرورية في ظلّ غياب أي حماية قانونية للمستثمرين، بحيث يُمكن لهجوم قرصنة واحد أن يقضي على الاستثمار بأكمله.

 

وتدفع العديد من الوكالات الحكومية نحو زيادة اللوائح التنظيمية التي تتناول الشؤون المالية اللامركزية، ما قد يؤثر بقوةٍ على عملة إيثريوم وغيرها من حلول تقنية بلوك تشين للتعاملات الرقمية المالية اللامركزية، بينما يبقى هذا الأثر محدوداً على عملة بيتكوين.

 

ومن جانب آخر، قد تُلقي زيادة التركيز على الأجندة الخضراء العالمية بظلالها السلبية على بيتكوين نظراً لما تتطلبه من الطاقة لتشغيل خدمات بلوك تشين لديها، بينما يكون الأثر أقلّ وقعاً على العملات المشفرة الخضراء التي تتطلب قدراً أقلّ من الطاقة، حسب التقرير.