حذر خبراء منظمة الصحة العالمية من وجود احتمال كبير وحقيقي لانتشار وباء آخر أكثر خطورة من الذي تسبب به فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).

 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عبر الاتصال المرئي من مقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية، أمس الاثنين، بمشاركة مجموعة من خبراء الصحة العالمية من مختلف دول العالم.

 

وقال المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس غيبريسوس ان المنظمة تكتشف أشياء جديدة عن هذا الفيروس كل يوم بما في ذلك قدرة المتحورات الجديدة على الانتشار أو إصابة الناس بالمرض أو أن يكون لها تأثير محتمل على الاختبارات أو العلاجات أو اللقاحات المتاحة.

 

وأشار غيبريسوس إلى العمل الجاري في كل من بريطانيا وجنوب إفريقيا حيث يجري العلماء دراسات وبائية ومختبرية والتي ستوجه الخطوات التالية للمنظمة بشأن التعامل مع الجائحة.

 

ولفت إلى أن الدول التي لديها قدرات فعالة للاختبارات التشخيصية ستكون قادرة على تعديل الاستراتيجيات للتعامل مع الفيروس ومتحوراته مُشدداً على ضرورة الشفافية في مشاركة النتائج العملية الجديد بصورة أكثر وضوحاً.

 

من جانبه قال رئيس برنامج الطوارئ في المنظمة الدكتور مايكل رايان في المؤتمر الصحفي ذاته إن الوباء القادم قد يكون أكثر شدة مُطالباً بالعمل الجماعي والتأهب والاستعداد القوي لأننا نعيش على كوكب هش وفي مجتمعات تزداد تعقيداً.

 

بدورها أشارت رئيسة فريق منظمة الصحة العالمية المعني بملف (كوفيد 19) الدكتورة ماريا فان كيركوف إلى أن بعض الدول التي تعاملت بشكل أفضل مع الوباء لم تكن بالضرورة تلك ذات الدخل الأعلى ولكن تلك التي كانت لديها خبرات في تفشي الأمراض المعدية الأخرى.

 

وأوضحت فان كيركوف أن تلك الدول استخدمت حصيلة تجاربها مع أحداث مؤلمة سابقة لدفع أنظمتها إلى حالة تأهب والعمل على التعامل مع الفيروس بشكل شامل.

 

واتفقت مع الدكتور رايان في دعوة العالم إلى الاستعداد بشكل أفضل للأزمة الصحية المقبلة مع وجود طواقم صحية مدربة تدريباً جيداً وقادرة على الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا المبتكرة وتوعية الرأي العام وتدريبهم على كيفية وقاية أنفسهم.

 

وانضم المستشار في منظمة الصحة العالمية بروس أيلوارد الى هذا التحذير لافتاً إلى أن العالم كان بعيدا عن الاستعداد لمحاربة الأوبئة بل أن ما قدمه العلماء من عمل لم يجعلنا قادرين على إدارة الأزمة بل نحن أقل استعداداً للتعامل مع الوباء التالي.