في أوائل يناير الجاري، عادت حمى العملة الرقمية الأشهر والأسرع انتشاراً حول العالم «بيتكوين» للمستثمرين من جديد، وذلك مع وصولها لمستويات قياسية غير مسبوقة عند 42 ألف دولار.

 

وبغض النظر عن تقلباتها المخيفة، أخذت توقعات المؤسسات المالية الرئيسية حيال «بيتكوين» في التحسن، حيث قال «جي بي مورغان» إنه على المدى الطويل قد يصل سعرها إلى 146 ألف دولار.

 

وفي ظل هذا الشغف الكبير من المستثمرين بشراء بالعملة الرقمية «بيتكوين»، لم تعد مجرد عملة مشفرة بل تحولت إلى هاجس للكثيرين، وفيما يلي نرصد أبرز 5 أسباب وراء هوس الناس بالعملة الرقمية، وفقا لتقرير نشرته «العربية. نت»:

 

1- «بيتكوين» جزء من الهوية

 

في الواقع، لعشاق «بيتكوين» مصطلحاتهم الخاصة المليئة بالمختصرات والعبارات، مثل عبارة «hold on for dear life» باختصارها لمصطلح «HODL»، والتي تستخدم عندما يصبح سعر «بيتكوين» شديد التقلب، وعبارة «Whale» أي الشخص الذي يملك عددا كبيرا من وحدات العملة المشفرة.

 

وفي وقت كانت مؤتمرات «بيتكوين» تجذب الآلاف من الحضور قبل وباء كورونا، ويقول أستاذ العلوم والتكنولوجيا بجامعة كاليفورنيا ديفيز فين بريتون: «الثقافة حول بيتكوين هي جزء من الجاذبية، فعندما تشتري عملة بيتكوين، فأنت في الواقع تشتري ضمن مشهد كامل، إنه مشهد يمكن أن يكون جزءا من هويتك».

 

2 - وسائل التواصل

 

بالانتقال من المشاهير الذين يستثمرون في «بيتكوين»، إلى مجتمع «بيتكوين» شديد التفاعل على مواقع التواصل، تغذي هذه المنصات شعبية العملة الرقمية بشدة، حيث تقول الأستاذة المساعدة للدراسات الإعلامية في جامعة فيرجينيا لانا شوارتز: «فجأة، أصبحت هنالك طريقة جديدة لرؤية المجال المالي وامتلاك هوية لنفسك كعنصر فاعل فيه».

 

ويمكن لهذه المنصات الاجتماعية أيضا أن تقود السلوكيات، وفقا لأستاذ التسويق في جامعة «Rice» أوتبال دولاكيا، الذي يدرس اتخاذ القرارات المالية الاستهلاكية.

 

وقد أظهرت الأبحاث أنه عندما يتحدث الناس عن استثماراتهم في البيئات الاجتماعية عبر الإنترنت، فإنهم يميلون إلى البحث عن المخاطر بشكل أكبر في أنواع الاستثمارات التي يقومون بها.

 

3- البحث عن الإثارة

 

شبه العديد من المستثمرين شراء «بيتكوين» بالذهاب إلى لاس فيغاس، وكان الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة «Berkshire Hathaway» وارين بافيت من أشد منتقدي «بيتكوين» منذ فترة طويلة، حيث قال: «العملات المشفرة ليست لها قيمة في الأساس وهي أداة قمار، وكما هو الحال مع القمار، يستمتع بعض الناس بالتأكيد بهذه الإثارة».

 

أما أستاذ التسويق في كلية «Leonard N. Stern» للأعمال بجامعة نيويورك توم ميفيس، فيقول: «التحقق من أسعار الأسهم بانتظام نشاط قد يصبح مملا، ومع شيء مثل بيتكوين، يصبح الأمر مثيرا لأن هناك شيئا ما يحدث باستمرار، ويمكنك التحقق من ذلك 10 مرات في اليوم ويمكن أن يختلف السعر بشكل كبير».

 

4- الخشية من ضياع الفرصة

 

يسعد الناس باحتمالية إدخال تقنية جديدة قد تغير حياتهم، ومع توقع ثيران «بيتكوين» أن سعر العملة المشفرة قد يرتفع إلى 200 ألف دولار على مدى العقد المقبل، ومع دخول الأعمال المالية السائدة من «باي بال» إلى «سكوير» عالم «بيتكوين»، من الصعب ألا تخشى ضياع الفرصة.

 

أضف إلى ذلك القصص المنتشرة عن الأشخاص الذين حققوا نجاحا من خلال «بيتكوين»، مع المكاسب غير المتوقعة المثيرة للحسد لمليونيرات «بيتكوين»، وقصص مثل «عائلة بيتكوين»، وهي عائلة هولندية مكونة من 5 أفراد قاموا بتصفية أصولهم في 2017 مقابل شراء «بيتكوين»عندما كان سعرها يبلغ 900 دولار، فقرروا السفر حول العالم.

 

5- التمسك بالأمل

 

تقول شوارتز: «المال هو تقنية تسمح لنا بتخيل المستقبل»، أما بريتون فيشرح الإثارة تجاه عملات «بيتكوين»، خاصة بين الشباب، بكون الناس محرومين من القدرة على امتلاك نوع من الأصول التي تسمح لهم بتوليد أي شكل من أشكال الثروة.

 

ويذكر أن جيل الألفية، الذين ولدوا بين عامي 1981 و1996، سيطروا على 4.6% فقط من الثروة في الولايات المتحدة بالنصف الأول من 2020، وفقا لبيانات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.