تقرير خاص:

 

ألقت التوترات الجيوسياسية بظلالها على أداء الأسواق العالمية، لتسجل بالأمس تراجعًا جماعيًا فقدت الأسهم على إثره ما يتجاوز 1 تريليون دولار من إجمالي قيمتها.

 

وخسرت البورصات الخليجية نحو 3 مليارات دولار من قيمتها السوقية لتبلغ حوالي 1.03 تريليون دولار بنهاية جلسة الإثنين.

 

تصعيد تجاري وجيوسياسي

 

 

جاء هذا الأداء كرد فعل على جملة من التطورات الحاصلة على مستوى المنطقة والعالم، ومنها تصعيد النزاع التجاري الأمريكي الصيني مع إعلان الصين عزمها رفع الرسوم المفروضة على بعض الواردات الأمريكية إلى 25% ابتداءً من 1 يونيو القادم.

 

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الصيني في قمة مجموعة دول العشرين خلال يونيو المقبل.

 

وعلى صعيد آخر، تعرضت 4 ناقلات نفطية لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للإمارات، ما أثار مخاوف الأسواق العالمية من نقص إمدادات النفط.

 

وكان تراجع أسواق المنطقة امتدادًا لهبوط مؤشر داو جونز الصناعي الذي خسر 660 نقطة على خلفية النتائج المالية التي جاءت دون التوقعات، فضلًا عن فقدان مؤشر ستاندرد آند بورز 73 نقطة، وتراجع مؤشر ناسداك267 نقطة.

 

ارتداد ايجابي

 

 

سجلت أسواق الإمارات بالأمس تراجعات واضحة بنسب تتراوح بين 3و4%، فانخفض سوق دبي بنحو 4% عند مستوى 2525.61 نقطة، فيما هبط سوق أبوظبي 3.32% إلى 4929 نقطة، وتراجعت بورصة السعودية  3.55%.

 

وارتدت الأسواق بشكل إيجابي خلال جلسة اليوم، ليغلق سوق دبي مرتفعاَ بنسبة 3.5 % عند مستوى 2613 نقطة، وواصل سوق أبوظبي الانخفاض بنحو 2.6%، فيما تحول مؤشر السوق السعودية للارتفاع بشكل طفيف بنسبة 0.1% عند 8374 نقطة.

 

الانضمام إلى مؤشر الأسواق الناشئة

 

 

شكلت توترات المنطقة إلى جانب الحرب التجارية بين أمريكا والصين ضغوطًا على معنويات المستثمرين، ما أدى إلى تراجع الشهية الاستثمارية ودفعهم نحو البيع العشوائي في كافة الأسواق إلى جانب البيع المكشوف، الأمر الذي زاد من وتيرة الهبوط خلال اليومين الماضيين.

 

لكن توقعات المحللين تشير إلى أن بعض الأسواق الخليجية قد تشهد ارتداداً إيجابياً حذراً بعد ترقية أسهم شركات في المنطقة بمؤشر MSCI للأسواق الناشئة.

 

إذ من المقرر إدراج 30 ورقة مالية سعودية يبلغ وزنها 1.42% في مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة.

 

وتستعد السوق المالية السعودية بنهاية الشهر الجاري لبدء عملية الانضمام الفعلي على مؤشر MSCI للأسواق الناشئة، بعد نجاحها في الترقية على مؤشري فوتسي راسل، وستاندرد اند بورز داوجونز، مارس الماضي.

 

وتوقع عضو جمعية الاقتصاد السعودية محمد بن فريحان أن يجذب السوق السعودي استثمارات بقيمة 12 مليار دولار إثر الانضمام إلى مؤشر الأسواق الناشئة MSCI، منوهًا بأن السوق يمتلك مقومات ومحفزات على الاستثمار الأجنبي ومنها ارتفاع حجم السيولة.

 

تحسن يشوبه القلق والحذر

 

 

يرى خبراء أن الارتداد الذي نشهده اليوم قد يكون مؤقتًا، وذلك على خلفية استمرار الضغوط الجيوسياسية التي يتابعها المستثمرون بقلق شديد.

 

وتراجع آفاق النمو الاقتصادي العالمي في ظل تعثر محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، سيدفع المتعاملين إلى المزيد من الترقب والحذر.

 

على عكس أسواق المال، أبدت أسعار الخام ثباتًا تجاه التطورات الحاصلة مؤخرًا، فرغم أن الهجوم على ناقلتي نفط سعوديتين قبالة ساحل دولة الإمارات لم ينجم عنه أي خسائر، إلا أنه دفع أسعار النفط للصعود مع تخوفات من نقص الإمدادات.

 

حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.5% إلى 71 دولارًا للبرميل، وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 61.73 دولارًا للبرميل مرتفعة سبعة سنتات أو 0.1%.

 

وعليه، قد تقود المفاجآت الجيوسياسية وتداعيات التوتر السالبة إلى قفزة كبرى وغير متوقعة في سعر النفط تصل إلى 80 أو 90 دولارًا للبرميل.

 

إذًا الأسواق الخليجية بانتظار خبر إيجابي حول النزاع التجاري ومكاسب الانضمام إلى مؤشر الأسواق الناشئة MSCI، وتهدئة الأوضاع في المنطقة.

 

إلى المزيد:

هجوم إرهابي يستهدف محطتي نفط في السعودية

MSCI: ترقية بورصة السعودية إلى سوق ناشئ

التوترات في مياه الفجيرة تدفع الأسهم الخليجية للتراجع