تقرير خاص

إعداد فريق العمل

 

حافظ على حدود ثابتة بين حياتك الشخصية والمهنية.. بالتأكيد سمعت هذه الجملة في مواقف كثيرة ضمن عملك، فالمعتقد السائد بين الأشخاص هو ضرورة إبقاء العواطف والمشاعر خارج نطاق العمل.

 

لكن هذا الأمر مستحيل ويضر بالإنتاجية، فنحن كبشر كائنات تعبر عن مشاعرها باستمرار سواء بقصد أو دون قصد.

 

وتتجلى العاطفة في لغة الجسد، اختيار الكلمة، نبرة الصوت، والأفعال، فهي جزء مما نحن عليه، وبالتالي من الصعب ترك عواطفنا عند الباب قبل الدخول إلى مقر العمل، ومن الأفضل أن تفهم الشركات العواطف وتعمل على تسخيرها لزيادة إنتاجية الفريق.

 

دور العاطفة في اتخاذ القرارات

 

 

وجد العلماء أن تجريد العواطف يؤدي إلى تقليص الفعالية في اتخاذ القرارات، إذ تظهر أكبر المشكلات عندما يصطدم قرار الفريق مع العواطف ما يؤثر على روح العمل الجماعي، ومن هنا يبرز الذكاء العاطفي كإحدى أقوى أدوات النجاح في العمل.

 

ودخول القليل من العواطف في مسار عملية اتخاذ القرار يعد أمراً جيداً حتى لو بدت المشاعر سلبية أو غير منتجة بطبيعتها، إذ يمكن أن يساعد الشعور بالخوف أو الحزن أو الانفعال قليلاً على إطلاق الحافز أو توسيع نطاق البحث عن بدائل.

 

لذلك، عندما تعمل مع فريقك لاتخاذ قرار، من المهم أن تكون على دراية بمدى تأثير الحالة العاطفية على نهج الفريق في اتخاذ القرار، خصوصاً عندما تبلغ المشاعر والعواطف مستويات عالية أو حين تجمع طاولة النقاش أشخاص لديهم مشاعر متساوية.

 

فهم مشاعر الفريق

 

 

قد تكون على دراية بالمشاعر الأساسية الثمانية: الغضب، الخوف، الاشمئزاز، المفاجأة، الحزن، الثقة، التوقع، والفرح، لكن كيف يتم التعبير عنها أثناء العمل؟.

 

تعد الثقة والتوقع من أكثر المشاعر التي يعبر عنها الأشخاص خلال العمل الجماعي، فعندما تثق الفرق ببعضها البعض وتتطلع باهتمام إلى المشروع المرتقب القيام به، يكون لدى الجميع حافز كبير لإنجازه بشكل رائع.

 

وهناك مشاعر المفاجأة والخوف، التي يعبر عنها الأشخاص بعبارات مثل أوه ! لم أكن أعرف ذلك أو أنا قلق من أن يؤثر ذلك سلباً على المستخدمين، وهي مشاعر طبيعية وتؤدي إلى اكتشاف تحديات جديدة وفرص أكثر للنمو والثقة والوضوح.

 

والعاطفة الأخرى المهمة هي الغضب، إذ تستحوذ هذه العاطفة السلبية على 16 إلى 30% من وقت العمل الجماعي، فنسبة الغضب الأقل تنطبق على الفرق عالية الأداء فيما يشكل هذا الشعور النسبة الأكبر من وقت عمل الفرق ذات الأداء المنخفض.

 

وترتبط إنتاجية الفريق بالمشاعر الإيجابية التي يتم التعبير عنها (ارتفاع التكافؤ)، كلما شعر الفريق بالسعادة والرضا عن العمل، زادت إنتاجيته.

 

الاستثمار في سعادة الموظفين

تتجه الكثير من الشركات والمنظمات إلى تعزيز مبادرات السعادة لزيادة رفاهية الموظف من أجل تحقيق نتائج أفضل.

 

ويرى الدكتور يوخن مينجز من كلية كامبريدج للأعمال، أن استثمار الشركات في السعادة يعني أنها مدركة لأهمية العواطف في العمل، لكن عادة ما تركز على منافع مثل مناطق الاستجمام، والطعام المجاني، ودروس اليوجا، ولا تفسر بشكل واضح الحياة العاطفية المعقدة للأشخاص.

 

وكشف استطلاع أجراه مينجز بالتعاون مع مركز ييل للذكاء العاطفي ومؤسسة فاس، عن وجود فجوة كبيرة بين شعور الأشخاص وكيف يرغبون بالشعور داخل نطاق العمل، فرغم مؤشرات السعادة التي ترصدها الكثير من التقارير، إلا أن مشاعر التوتر والإرهاق والإحباط هي التي كانت تسيطر على الموظفين.

 

وعليه، قد لا تتمحور السعادة حول الامتيازات فقط، وإنما طبيعة العمل نفسه، والزملاء والمشرفين، والهيكل التنظيمي والثقافة تلعب أدواراً رئيسية في مستوى سعادة الموظفين.

 

ويشرح مينجر ان العواطف تجربة حميمة وشخصية للغاية، ومع ذلك، فإن الطريقة التي نشعر بها في كثير من الأحيان تعتمد إلى حد كبير على شعور الناس من حولنا.

 

باختصار، من المهم أن يتمتع القادة بالذكاء العاطفي، ليتمكنوا من معرفة العواطف وتنظيمها وتوجيهها في المسار الصحيح، وإذا اكتشفت الشركات كيفية إضفاء الطابع المؤسسي على أنظمة الذكاء العاطفي، فستكون أفضل حالاً من الاستثمار في مبادرات السعادة.

ولابد للإشارة، أن واحد بين كل 15 شخص في العالم يعاني من الاضطراب النفسي، ما يعادل 275 مليون شخص، ويميل هؤلاء الأشخاص للتغيب عن العمل وبالتالي تقل إنتاجيتهم.

 

وبحسب منتدى الاقتصاد العالمي، تكلفة المشاكل النفسية على الاقتصاد العالمي ستبلغ نحو 16 تريليون دولار بحلول 2030، ومن أهم تلك المشاكل هو الخوف من المستقبل الذي يؤدي إلى عدم التركيز على المهام الحالية.

 

وفي سياق متصل، استعرض نمازون أهمية التركيز على المهارات الاجتماعية والإبداعية لمواكبة تغيرات سوق العمل بتقرير سابق عنوانه:

كيف تحافظ على مهنتك في ظل تغير سوق العمل

 

خدمات نمازون ..  منصة التحليل الفني المبرمجة ... للأسهم الإماراتية والسعودية والأسواق العالمية

بدعمكم نستمر ..  في تقديم المحتوى القيم والحلول الذكية للمستثمرين، لاكتشاف الفرص في الأسواق المحلية والعالمية