قبل اقل من اسبوعين صرح وزير الطاقة الروسي اكسند نوفاك انه لا يستبعد ان تصل اسعار النفط الى 100 دولار في حين صرح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح انه لا ضمان لعدم ارتفاع اسعار النفط الى 100 دولار

 

هذه التصريحات والكثير من التعليقات للمتابعين للتحركات الاسواق النفطية جأت على خلفية دخول الحظر الامريكي على تصدير النفط الايراني وتوقعات وربما امنيات من البعض , في الحقيقة هذه التصريحات تعيدني بالذاكره الى مايو 2008 عندما كان البرميل على اعتاب 140 دولار حينها صرح عدد من وزراء مثل الايراني قاسمي والانجليزي دانكان عن توقعاتهم لوصول النفط الى 200 دولار , فعليا ما حدث لاحقا هو العكس تماما حيث انهارت الاسعار لتصل الى 33 دولار ثم بدأ التباطؤ الاقتصادي العالمي فما أشبه اليوم بالبارحه , ونتعلم من دروس التاريخ ايضا أن ليست كل القلاقل الجيوسياسية حتى وإن وصلت الى حد الحرب الشاملة هي قادرة على رفع اسعار النفط حيث نتذكر حرب الخليج الثالثة وحرب الصحاف الإعلامية على العلوج هذه الاجواء صاخبه دفعت النفط عكس التوقعات لأن يهبط من 39 دولار فبراير 2003 الى 25 دولار في مايو من نفس العام الصعب الذي مرت به المنطقة

 

حاليا اعتقد ان على المسؤولين في الاقتصاديات الخليجية توقع ان الأسوأ ربما يكون قادم في الطريق وهذا ليس من باب التشاؤم بل ربما من باب التحوط والحيطه والحرص على قوة اقتصادياتنا الخليجية لتحقق اهدافها في التنمية , حيث تحتاج مثلا المملكة السعودية الى نفط بسعر 70 دولار في حين تحتاج الامارات الى 62 دولار والكويت الى 47 دولار و قطر الى 47 دولار والبحرين الى 95 دولار وسلطنة عمان الى 76 دولار لتصل هذه الدول الى نقطة التعادل في ميزانياتها , وهذه الاسعار تظهر التحديات القادمة خصوصا في ظل وجود حرب إستنزاف مفتوحه في جنوب الجزيرة العربية  

 

على الجانب الجيوسياسي وعلى خلفية أضواء الملف الايرانية , اعتقد ان ما يحدث حتى الان يمكن وصفه بالحرب البارده التي لا اعتقد انها قد تصل يوما الى حد المواجهة ( لا سمح الله ) والتي ربما قد تدفع الأسعارللجنون , في حين ان زيادة الانتاج لتغطية تقليص الفارق الايراني متاح ومتوفر وتم التصريح رسميا بذلك من خلال الدول الاقليمية , وتبقى ايضا التحديات التجارية بين العملاق الاسيوي والامريكي ايضا في حرب باردة قد تدفع العالم الى مزيد من المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي , كما ان الاوضاع الاقتصادية ايضا في القارة الاوربية هي ليست بالحالة المثالية , فهناك تزايد من مخاوف حقيقية حول ايطاليا وايضا بريطانيا كما أن الأزمة اليونية لا تزال قائمة ومخاوف برتغالية في ظل تراجع معدلات النمو لكل من المانيا الى 1.8% بدل 1.9% وهو الاقتصاد الاكبر , اذا نحن على اعتاب مخاوف ( بالحد الادنى )  وليس تفاؤل , وهذا مدعاة للتفكير والتحوط وهذا ما تسعى إليه في هذا المقال .

 

 

فنيا , التشارت يقول التالي , مع استمر هبوط الاسعار وتداوله اليوم عند مستوى 59 دولار للبرميل الامريكي نقترب من منطقة مهمة عند مستوى 58.10 – 57.50 وهي تمثل دعم كاليستر من خط اتجاه صاعد ودعم سابق نتوقع ان نرى منها عودة لتصحيح المسار الهابط من قمة 76 دولار بصعود مرتقب الى 64 دولار او ربما 66 دولار لكن يبقى الاتجاه العام الهابط هو سيد الموقف حيث نتوقع العودة في 2019 الى اسعار بين 40 – 37 دولار بالحد الادنى , مع وجود انفرجات سلبية على المؤشرات RSI & MACD  على الاطار الاسبوعي لصعود الاخير من 66 الى 76 دولار , مع ارتطام الحركة الصاعدة الاخيره عند 76 دولار بخط الإتجاه المرئي الارثمتيك من قمة 147 يطفي مزيدا من السلبية الفنية , وفنيا كذلك لا يمكن توقع العودة فوق مستوى 100 دولار حاليا دون العودة فوق مستوى  73 دولار بالحد الادنى

 

 لا يخفى الأمر على أحد ان الوصول المتوقع لأسعار برميل النفط دون حاجز 40 الدولار من شأنه أن يضاعف التحديات على المنطقة خصوصا مع التوجهات التطويرية والإنفتاحية على اقتصاديات هامة مثل اقتصاد المملكة والتي يبدو ان العالم والظروف قد لا تسمح لها بتحقيق اهدافها بسهولة بل عبر تحديات حقيقة نأمل ان تنتصر وتحقق المملكة ما تصبو إليه بالقيادة الواعده من عزم وحزم